الاضاءه خدع بصرية تتوخى الجمال

احدث اجدد واروع واجمل واشيك الاضاءه خدع بصرية تتوخى الجمال


محيـط العمـل داخل
المكتبات
: شروطه ومتطلباته


مستخلص

للبيئة الداخلية لأي
مبنى دور كبير في إقبال الناس على ارتياده وقضاء
وقت كبير فيه. لذا فإن ثراء المكتبة بموارد
المعلومات وكفاءة العاملين فيها لا
يغنيان عن توفير بيئة جيدة تجعلها مكانا مريحا لمرتاديها.
هناك عدد
من المكونات
التي تشكل
مجمل البيئة الداخلية للمكتبة, وينبغي أن تبذل الجهود لجعلها
تعمل
متظافرة على تحقيق
ذلك. ومن أهم هذه المكونات الإضاءة ـ طبيعية كانت أو اصطناعية
ـ
والتهوية والتدفئة
والتبريد والرطوبة, والحد من الضوضاء
.


تتطلب عملية القراءة والتركيز توفير مجموعة من العناصر
الأساسـية والتحكم فيها وذلك لتشجيع القارئ على البقاء داخل المكتبة أطول مدة
ممكنة، ولتوفير الظروف المناسبة للموظفين للقيام بمهامهم على أحسن وجه. وتزداد هذه
العملية تعقيدا لما تقتضيه من توازن بين عدة عناصر: نوعية الإضاءة وشدتها (1)،
التهوية وتكييف الهواء (
2)، درجة الهدوء والتحكم في الضوضاء (3) ويتطلب كل هذا
من المهندس المعماري، مهارة وحنكة وتعاونا للنجاح في اختيار واستعمال ما يناسب
الرواد والموظفين والمجموعات معا.

نوعية الإضاءة وشدتها
الإضاءة من أهم عناصر البيئة الداخلية
للمكتبات. لأن أغلب النشاطات التي تجري في المكتبات لها علاقة مباشرة بحاسة البصر.
ولن تكون هذه البيئة ملائمة مهما بلغ حسن تخطيطها أو جودة أثاثها ما لم تكن إضاءتها
جيدة وكافية ومستقرة. فالإضاءة غير المستقرة تسبب هدرا في مساحة المكتبة, إذ سيتكتل
المستفيدون في المكان الذي يرون أنه مستقر الإضاءة ويتركون غيره(1).
ويشكل تصميم نظام
إضاءة فعال في المكتبة مشكلة فريدة إذا قورنت بإضاءة غيرها من مباني المكتبة ـ التي
يتطلب كل منها مستوى كيفيا وكميا من الإضاءة يختلف عن غيره ـ من الصعوبة بمكان
استخدام نمط موحد من الإضاءة. ولم يتم إدماج عنصر الإضاءة في مجمل تصميم مباني
المكتبات على نحو متسق إلا مؤخرا، نتيجة لما حصل من تطور في مجال تقنية
الإضاءة(2).
ومع ما
حدث من تغير في أنماط إضاءة المكتبات وزيادة كثافتها بنسبة كبيرة, فإن إسهام
الإضاءة في تكوين جو مريح للقراء في المكتبات لا يزال محدودا. وربما يعود السبب في
هذا إلى التغير الكبير الذي طرأ على أشكال مباني المكتبات والمتمثل في التوسع
الأفقي والرأسي الكبيرين دون أن يواكب هذا توسع مماثل في الاستفادة من الضوء
الطبيعي. وبدلا من ذلك عمد كثير من مصممي مباني المكتبات إلى تكثيف الإضاءة
الاصطناعية رغما عن ارتفاع تكلفتها وعدم كونها بديلا صحيا للإضاءة
الطبيعية.
بالرغم من
أهمية الإضاءة في مباني المكتبات والتفات المهتمين بموضوع مباني المكتبات إلى ذلك,
فإن هذا الأمر يبدو أنه لم يستقر في أذهان كثير من مصممي مباني المكتبات. ويشهد
بذلك الاختلاف الكبير في أنماط الإضاءة المستخدمة في المباني ومقاديرها. لقد كان
مستوى الإضاءة متدنيا إلى حد كبير في مباني المكتبات، وبعد التغير الذي طرأ على نظم
التعليم وزيادة الإنتاج الفكري وما صاحب ذلك من زيادة كبيرة في أعداد المترددين على
المكتبات حدث تطور كبير في إضاءة المكتبات, واستمر مستوى الإضاءة في الزيادة في
الولايات المتحدة, مثلا, حتى حدوث أزمة الطاقة في السبعينات من القرن الماضي، حين
بدأ المصممون في خفضها إلى مستوى أدنى بكثير من ذي قبل. واستبدلت المكتبات أنظمة
أكثر تعقيدا وأكثر إنتاجا للطاقة بالمصابيح العادية, فحلت المصابيح ال
مشعة fluorescent محل
المصابيح المتوهجة
incandescent(3)
وقد أخذت بعض المكتبات بمبدأ استخدام أكثر من نمط واحد
للإضاءة, وذلك تبعا لما يتم في وحداتها من نشاطات. فجعلت المصابيح عالية التوهج في
بعض المناطق, والمصابيح ال
مشعة في مناطق أخرى والمصابيح عالية التوهج في المناطق عالية
الأسقف. كما توسعت في استعمال الإضاءة الموضعية وأنظمة الإضاءة
المؤقتة.

تعتبر
الإضاءة أحد العوامل الأساسية التي تؤثر على المحيط بصفة عامة واستعمالاتها في
المكتبة بصفة خاصة. ويتطلب حسن التحكم فيها عبر الزمان والمكان، مع حسن استعمال
مصادرها الطبيعية والاصطناعية، سواء كان الاستعمال متزامنا أو منفردا أمرا ضروريا.
وقد أصبحت مشكلة الإضاءة من القضايا التي تشغل بال المهندسين والمكتبيين والرواد
معا. هذا وكان الاعتقاد السائد أن الإضاءة القوية هي الأمثل، لكن الأمر تغير مع
مرور الزمن، إذ تبين أن الإضاءة الطبيعية هي الأفضل والأحسن، بالنسبة للمكتبات، كما
يعتبرها البعض أحد المكونات الأساسية في الهندسة المعمارية. وبالاعتماد على
التكنولوجيات الحديثة يحاول المهندسون التحكم في الجزء المضر من أشعة الشمس
واستعمال الحرارة المنبثقة عنها(4).

إن انعكاس الإنارة الشديدة على الصفحات البيضاء أو حتى
الطاولات، يؤثر سلبا على راحة الرواد، وخاصة عيونهم وتسبب الإبهار. أما الضوء
القليل فلا يساعد على الرؤيا الصحيحة ويتعب العيون، خاصة وأن وظيفة النظر الأساسية
في المكتبات تتجلى في قراءة الكتب المطبوعة قبل أي شكل آخر من الأشكال الأقل
أهمية(5). بالإضافة إلى هذا فإن الإضاءة الطبيعية تؤثر سلبا على المجموعات وبخاصة
تلك الموضوعة رهن التناول المباشر. ولتفادي ذلك يستحسن أن توضع
رفوفها وخزائنها
بعيدا عن مجال الإضاءة الطبيعية، كوسط قاعات المطالعة، وتستعمل الإضاءة الاصطناعية
لإبراز هذه المجموعات وتسهيل استعمالها من طرف الرواد، كما تتطلب قراءة الرموز
والأرقام المكتوبة على أكعاب الكتب، أنظمة إضاءة خاصة لجعل الإضاءة واحدة من أعلى
إلى أسفل. أما شروط الإضاءة في قاعات المكاتب والسلالم و الممرات فهي لا تختلف عن
شروطها في المباني الأخرى.

مما سبق، يتضح أن عملية توفير الإضاءة
المناسبة لقاعات المطالعة والعمل، تتوقف على حسن استعمال الإضاءة الطبيعية
والاصطناعية، استعمالا متزامنا، أو كل واحدة بمفردها وذلك وفق ما تقتضيه الحاجة،
ولذا فإنه ليس من السهل توفير الإضاءة المناسبة، التي تريح نظر القارئ والموظف
وحماية المجموعات من الأشعة التي تؤثر سلبا عليها. إن مستويات العمل داخل المكتبة
من حيث المبدأ هي أفقية (طاولات العمل)، ولكنها عمودية أيضا (أرقام وعناوين الكتب
فوق الرفوف، مختلف أنواع الشاشات...الخ)، هذا بالإضافة إلى الأشكال المختلفة
للأوعية الفكرية: الكتب، صور الفيديو والمعلومات الإلكترونية المقروءة عن طريق
الشاشة(6).

...

0 comments:

إرسال تعليق