التقشير الكيميائي للبشرة من العلاجات المعروفة في عالم التجميل، ويمكن ان تعيد عقارب الزمن إلى الوراء، حسب ما يؤكده جراحو التجميل.
فهي تجدد سطح البشرة وتحسن من مظهرها بشكل واضح، لأنها تقوم على إزالة الطبقة العليا من الجلد للسماح له بالنمو مرة أخرى من دون شوائب. وكلما كان التقشير على مستوى أعمق كانت النتائج أكبر، لكن تكون المخاطر أيضا أعلى والآلام أقوى وفترة العلاج والنقاهة أطول.
وتتوقف النتيجة على عدة عوامل أهمها نوع البشرة ومدى العناية بها، قبل وبعد العملية، وخبرة الطبيب ومستوى معيشة المريض وظروف العملية نفسها.
وتستجيب بعض الأنواع من الجلد بشكل أفضل لعملية التقشير الكيميائي، لذلك ينصح دائما بمناقشة كل التفاصيل والاحتمالات مع الطبيب، قبل اتخاذ أي قرار لإجرائها.
من أهم الاحتمالات أن التغيرات التي تحدث في لون وبِنية الجلد نتيجة كبر السن والتعرض لأشعة الشمس قد تظهر من جديد، مما يجعل العملية حلا مؤقتا إذا كانت سطحية.
أنواع التقشير
التقشير السطحي: وهو ألطف الأنواع، ويمكن تطبيقه على كل أنواع الجلد. وعادة ما يُستخدم سائل يحتوي على حامض غير حاد، هو حامض غليكولي. وفي بعض الأحيان، يستخدم الثلج الجاف (ثاني أكسيد الكربون الصلب).
لا تحتاج هذه العملية إلى تخدير، وتتسبب في شعور بسيط بعدم الراحة، لكن يمكن لمعظم من يخضع لها العودة إلى أنشطتهم المعتادة على الفور، حيث يتعافى الجلد سريعا، وإن كان هناك احتمال ان يتحول لونه إلى وردي، لكن يمكن استخدام بعض مساحيق التجميل لإخفاء أي لون وردي إلى حين يتلاشى.
التقشير المتوسط: يخترق الجلد لمستوى أعمق ويتسبب في حرق من الدرجة الثانية للجلد. ويعد حمض التريكلوروسيتيك الوسيلة الأساسية التي تُستخدم في العملية.
ومع هذا، يمكن القيام بالتقشير على عدة مراحل باستخدام محاليل مختلفة وبعدها حمض التريكلوروسيتيك.
يحتاج المريض هنا إلى بضعة أيام للشفاء، حيث تتسبب في حرق من الدرجة الثانية، مما يجعل الجلد يأخذ فترة من 5 على 7 أيام كي يتعافى.
ويتحول الجلد للون البني الأحمر خلال يومين أو ثلاثة من العملية ثم بعد هذا يتقشر على مدى الأيام القليلة التي تلي.
التقشير العميق: يخترق طبقات عديدة من الجلد ويتسبب في حرق من الدرجة الثانية، ويطبق على الوجه فقط. ويُستخدم حامض الكربوليك في هذه العملية. وقد لا يُلجأ لهذا النوع من التقشير إذا كان الجلد داكنا لأنه يميل إلى تبييضه.
وحتى بالنسبة لمن يتمتعون بجلد أفتح، فقد يتسبب التقشير باستخدام حامض الكربوليك في تبييضه أكثر. ويمكن إجراء عملية التقشير العميق مرة واحدة في أغلب الحالات، مع العلم انها تتسبب في حروق من الدرجة الثانية ويستغرق الجلد من 10 إلى 14 يوم حتى ينمو مرة أخرى.
وفي هذا الوقت يكتسب لونا أحمر قد يستمر ما بين ثلاثة أسابيع إلى شهرين أو أكثر قبل ان يتعافى الجلد بصورة تامة.
يحتاج المريض هنا إلى أخذ مسكنات للآلام بعد العملية، لاسيما وان البعض يتعرض لانتفاخات كبيرة حول منطقة العين.
ويمكن التخفيف من درجة الانتفاخ باستعمال الستيرويد القشري. وقد تأخذ مضادات حيوية أو مضاد للفيروسات لمنع العدوى بعد عمليات التقشير.
ومن المهم جدا الاهتمام بالجرح بعد العملية للتسريع من الشفاء ومنع العدوى، فهو يحتاج إلى التنظيف عدة مرات في اليوم الواحد للتخفيف من القشرة، وأحيانا يتطلب الأمر زيارة الطبيب عدة مرات لفحص الجرح وتنظيفه.
ما يجب القيام به قبل العملية
يمكن أن يساعدك طبيبك على تحديد المستوى المطلوب للتقشير، وما نوع المادة التي يفضَّل استخدامها. وهذا يعتمد على نوع الجلد والمناطق التي تريد تقشيرها، والنتيجة التي تتوخاها.
وسيشرح الطبيب أيضا مستوى المخاطرة وكل الاحتمالات، ويفضل في هذه المرحلة تقشير "بقعة اختبار" لتبين النتائج بشكل أفضل، لاسيما مع أصحاب البشرة الداكنة.
قبل العملية بأسبوعين أو ثلاث، يبدأ إعداد البشرة بتنظيفها ما لا يقل عن مرتين في اليوم، مع استخدام كريم ترطيب كل مرة، إلى جانب كريم واق من أشعة الشمس بصورة يومية.
وفي بعض الحالات، يُستخدم حامض التريتينوين، الذي يُستخدم لعلاج حب الشباب لأنه يسرع من الشفاء.
وسيساعد هذا النظام في حماية الجلد خلال عملية التقشير والشفاء من آثار العملية بصورة أسرع، كما قد يقلل احتمالات العدوى أو أي مضاعفات أخرى، وخاصة تغير لون الجلد.
بالنسبة لعمليات التقشير المتوسط والعميق في الوجه، فقد يعطيك الطبيب علاجا، مثل اسيكلوفير، لمنع العدوى الفيروسية. وتكون هناك احتمالية لحدوث هذا إذا ما كنت قد أصبت بقرح برد في الماضي، لأن التقشير يكون في المناطق القريبة من الفم والعين.
طريقة التقشير السطحي
ينظف الجلد قبل العملية مباشرة، وتوضع المادة الكيميائية على الجلد باستخدام فرشاة صغيرة أو شاش أو أداة في أعلاها قطعة من القطن.
وتوضع المادة الكيميائية على الجلد لدقائق، حسب نوع المادة المستخدمة، سواء كانت من المياه أو كحول لمعادلة الحامض والقضاء على رد الفعل الكيميائي.
بعد هذا، تُمسح المادة الكيميائية، عندها سيشعر المريض بلسع بسيط لكن يمكن أن التغلب عليها بواسطة مروحة اليد.
طريقة التقشير المتوسط
يُستخدم نفس الأسلوب المتَّبع في التقشير السطحي، ولكن قد تُترك المادة لمدة أطول. وتكون عمليات التقشير المتوسط أكثر ألما من التقشير السطحي لأن المادة الكيميائية المستخدمة تكون أقوى ويمتصها الجلد بدرجة أكبر.
لكن يمكن تناول مسكن للآلام لتقليل درجة الألم والقلق خلال العملية. يمكن أيضا استخدام المراوح لتبريد اللسعة والإحساس بالاحتراق الذي تتسبب فيه المادة الكيميائية.
وتستغرق هذه العملية نحو 40 دقيقة، ويتولد عنها شعور بسيط بالألم بعد العملية، لكن البعض لا يشعر بأي ألم.
طريقة التقشير العميق
أولا تستغرق وقتا طويلا وهي الأكثر ألما وتعقيدا.
قد تحصل على مسكن للآلام أو مهدئ، على شكل جرعات أو حقن تؤخذ عن طريق الوريد، كما قد يتم تخدير الشخص كليا.
ويمكن أن يستخدم مراقب للقلب ويعطى الشخص سوائل عن طريق الوريد خلال العملية لأن حامض الكربوليك يكون ساما إذا ما امتصه الجسم بجرعات كبيرة.
وقد لا تكون هذه الإجراءات ضرورية إذا اقتصر التقشير على منطقة واحدة أو منطقة صغيرة. بعد أن ينظف الجلد بشكل كلي، تُستخدم المادة الكيميائية ويُسمح للجلد بأن يتشربها.
تكون هناك فترة راحة مدتها 15 دقيقة قبل الانتقال للمنطقة الأخرى لتجنب تواجد كميات كبيرة من الكربوليك في الجسم.
وتأخذ العملية في المجمل من 60 إلى 90 دقيقة، ويحتاج المريض إلى إجازة عمل لا تقل عن اسبوعين الحكم على العملية يعتمد وقت الشفاء على نوع العملية ومدى عمقها، كما يعتمد على الاعتناء بالجلد بعدها.
فهذا أمر هام في كل أنواع عمليات التقشير للتسريع من التعافي وللحصول على نتائج طويلة المدى، ومنع العدوى وتجنب أي تغير في لون الجلد في المنطقة التي تم علاجها، وهو الأمر الذي ينتج عادة عن التعرض لأشعة الشمس.
وتشبه الرعاية بالجلد بعد عملية التقشير إلى حد كبير الرعاية التي يجب أن يحصل عليها قبل العملية وتشمل الآتي:
- التنظيف باستمرار.
- تغيير الضمادة أو المرهم المستخدم على الجرح (بالنسبة لعمليات التقشير المتوسط والعميق).
- ترطيب الجلد يوميًا.
- تجنب الشمس حتى يتوقَف التقشير، مع استعمال كريم واق من أشعتها طوال الوقت. بعد أن يتوقف التقشير، ينصح باستخدام الكريم الواقي بصورة يومية لأن الجلد الجديد يكون سريع التأثر بالشمس.
وقد ينصح بعض الأطباء باستخدام كريم تريتينوين في الليل، لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بعد العملية. لماذا تجرى مثل هذه العمليات؟
- تستخدم عمليات التقشير السطحي لتحسين البشرة التي تعاني من الكلف أو من ندوب ناتجة عن حب الشباب أو عن التعرض الدائم لأشعة الشمس، أو للتخفيف من التجاعيد الخفيفة. ويمكن ان تشمل العملية الوجه وأجزاء اخرى من الجسم، وتأثيرها لا يكون قويا.
- تستخدم عمليات التقشير المتوسط لعلاج التجاعيد الخفيفة وتلف الجلد بسبب التعرض الطويل لأشعة الشمس، والتغيرات في صبغة الجلد. تجرى هذه العملية في الأغلب في منطقة الوجه. وتكون نتائجها لا بأس بها.
- تستخدم عمليات التقشير العميق لعلاج التجاعيد العميقة، وتلف البشرة بسبب التعرض لأشعة الشمس على المدى الطويل والتغيرات الظاهرة في الصبغة الجلدية.
وتُجرى في منطقة الوجه فقط، ولا تجرى في أنواع الجلد الداكن لأنها تتسبب في تبيضه، وتكون نتائجها قوية ودرامية. لكن لا يمكن إجراء عملية التقشير الكيميائي، باستثناء السطحي، في الحالات التالية:
- استخدام مستحضر ايسوتريتنيون، الذي يستعمل لعلاج حب الشباب.
- إجراء جراحة حديثة في الوجه، حيث إن هذا قد يجعل نمو الجلد مرة أخرى أمر صعب.
- ضعف الجهاز المناعي، حيث إن هذا قد يؤخر الشفاء ويزيد من مخاطر العدوى والتغيرات في لون الجد بعد العملية.
- الحساسية لبعض الأدوية كيف تحقق نتائج جيدة؟
- قد تخفف عملية التقشير السطحي من علامات كبر السن، أو تلف الجلد بسبب التعرض لأشعة الشمس ولكنه لن يقضي عليها.
وقد يمضي بعض الوقت قبل أن تظهر نتيجة العملية، وعندما تظهر قد تكون قليلة، مما يجعل الشخص يخضع إلى عدة عمليات قبل ان يحصل على النتيجة المطلوبة.
- يمكن أن يكون التقشير المتوسط فعال جدا في التخفيف من التجاعيد البسيطة وآثار تلف الجلد بسبب التعرض الشمس، لكنه يحتاج إلى عملية أخرى، بعد ثلاثة أو ستة أشهر، للحصول على نتيجة أفضل.
- نتائج عملية التقشير العميق واضحة بعد المحاولة الأولى، فهي تزيل التجاعيد وتقوي الجلد. وبشكل عام، لا يمكن أن يخضع الشخص لعملية تقشير عميق مرة ثانية. المخاطر والمضاعفات.
كلما كانت عملية التقشير أعمق كانت المخاطرة أكبر، ويمكن أن ينتج عنها الآتي:
- احمرار البشرة: ويمكن أن تكون درجة الاحمرار أكبر في عمليات التقشير العميق، ومع بعض أنواع الجلد. وقد يختفي هذا الاحمرار خلال أسابيع قليلة كما قد يستمر لعدة أشهر.
- تغير لون الجلد: فقد تكون المناطق التي خضعت للعلاج أفتح أو داكنة بشكل أكبر من المناطق المحيطة.
- التقشر أو توسف الجلد.
- انتفاخ الجلد، خاصة حول العين.
- ظهور بعض الندوب.
- حساسية لبعض المواد الكيماوية.
العدوى: ويكون من عانى من مرضى القوباء من قبل أكثر عرضة للعدوى.
- زيادة الحساسية لضوء الشمس : قد تسبب عمليات التقشير العميق باستخدام حمض الكربوليك بعض المضاعفات الخطيرة خلال العملية، ويتضمن هذا مشاكل في القلب أو الكبد أو فشل كلوي، وإن كان هذا نادرا.
- من المهم جدا خلال الفترة الأولى التي تلي العملية (قبل أن ينتهي الجلد من عملية التقشير)، تجنب تعريض الجلد للشمس تماما، وبعد هذا، من الضروري استخدام كريم واق من أشعة الشمس بصورة يومية للحد من تأثيراتها.
0 comments:
إرسال تعليق